إحداها دمَّرت أكثر من 200 قرية بالكامل.. أسوأ العواصف الثلجية التي ضربت العالم
لا شكَّ أنّ أجمل ما يميز فصل الشتاء هو الثلوج التي تتساقط مرة أو مرتين طيلة الفصل، فترسم البسمة على وجوه الصغار والكبار الذين يخرجون أمام منازلهم للعب به وبناء رجل الثلج أحياناً لو كان التساقط كثيفاً.
لكن ماذا لو تحوّل تساقط الثلج الجميل إلى عواصف كبيرة تتسبب بانعدام الرؤية وتغلق الشوارع والمدارس، وتمنع الناس من الخروج من منازلهم إلى أعمالهم؟ هذا تماماً ما حصل مرات عديدة في كثير من دول العالم والتي سنذكر لكم أسوأ 10 منها اجتاحت دولاً أجنبية وعربية.
عاصفة ماجيدون في أتلانتا 2014
أحياناً يكون الاستعداد للعواصف أسوأ من العواصف نفسها، وهذا ما حصل تماماً في عاصفة سنو ماجيدون التي ضربت أتلانتا الأمريكية في كانون الثاني 2014.
فبسبب عدم التوقع الصحيح لهذه العاصفة غرقت منطقة مترو أتلانتا بالكامل تحت الثلوج، ما تسبب ببقاء الناس عالقين فيها لوقت طويل.
كما تقطعت السبل بأكثر من مليون سائق بقيت سياراتهم عالقة على الطرق السريعة لأكثر من 24 ساعة ولولا أنهم قرروا تركها والتوجه إلى الشركات المحلية التي بقيت فاتحة أبوابها لهم لكانوا علقوا في الشارع أيضاً وفقاً لما ذكره موقع How Stuff Works.
عاصفة القرن: شرق الولايات المتحدة وكندا 1993
في العام 1993 اجتاحت عاصفة ثلجية في أوائل شهر آذار الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وتساقطت الثلوج على مساحة واسعة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً من قبل، فقد تساقطت الثلوج من شرق كندا حتى ولاية ألاباما، أي نحو 26 ولاية.
وفي هذه العاصفة توفي نحو 270 مواطناً أمريكياً وحطمت العديد من الأرقام القياسية المتعلقة بانخفاض درجات الحرارة، إذ سجلت نحو 24 درجة تحت الصفر في بيرلينغتون وفيرمونت وفلوريدا مع سماكة ثلوج تجاوزت المتر.
كما تساقطت الثلوج في مناطق غير معتادة على هذا الكم الكبير مثل جورجيا وألاباما، في حين بقي نحو 10 ملايين أمريكي بدون كهرباء بسبب العاصفة.
العاصفة الثلجية الكندية الشرقية 1971
قامت عاصفة ضخمة هبّت من المحيط الأطلسي في شهر مارس/آذار 1971 بتشكيل عاصفة ثلجية اجتاحت كل مناطق كندا، فوصلت كثافة الثلوج في مونتريال إلى أكثر من 45 سم وأكثر من 60 سم في المناطق الأخرى.
كما ولدت العاصفة رياحاً شديدة القوة تسببت بتجمد الثلج في الهواء ومنع الرؤية، ووفاة أكثر من 20 شخصاً.
عاصفة ثلجية في إيران 1972
ضربت عاصفة ثلجية تعتبر الأكثر دموية على الإطلاق في تاريخ إيران في شباط 1972، واستمرت لنحو 5 أيام متواصلة.
وصلت سماكة الثلوج خلالها إلى أكثر من 8 أمتار في بعض المناطق شمال غرب ووسط وجنوب إيران، أما درجة الحرارة فتجاوزت 25 درجة تحت الصفر.
توفي خلال العاصفة أكثر من 4 آلاف شخص كما تدمرت نحو 200 قرية بالكامل، ويعود سبب أعداد الوفيات الكبير إلى النقص الكبير في درجة الحرارة ونفاد الطعام والمياه وتوقف الخدمات الطبية خلال عام أصيب فيه الكثير من الناس بالإنفلونزا.
إحدى القرى التي تسمى “شكلاب” فقدت كل أفراد سكانها البالغ عددهم 100 نسمة بسبب العاصفة الثلجية.
الثلج العظيم في نيو إنجلاند 1717
كان الثلج العظيم في الحقيقة عبارة عن سلسلة من 4 عواصف ضربت في تتابع سريع ولاية نيو إنجلاند في أواخر شباط وأوائل آذار من عام 1717.
لا أحد متأكداً تماماً من مدى انتشار الآثار، حيث كان حفظ السجلات متقطعاً في نيو إنجلاند، إذ تم تسجيل تساقط ثلوج كثيفة في أماكن بعيدة مثل فيلادلفيا لكن بوسطن كانت الأكثر تضرراً.
وأفادت التقارير المحفوظة أنّ العاصفة الأولى تسببت بوصول سماكة الثلوج إلى 1.5 متر، تبعتها عاصفة أخرى أضافت نحو 1.2 متر أخرى، وفي نهاية العاصفة وصلت سماكة الثلوج إلى نحو 7.6 متر.
تسببت الثلوج في دفن منازل بأكملها فأجبرت الناس على الخروج إلى الشوارع من خلال نوافذ الطوابق العليا.
ونظراً لأنّ العاصفة حصلت في زمن لم تكن فيه سيارات إزالة الثلوج أو رشّ الملح فقد استمر الثلج على الأرض لنحو شهر كامل.
عاصفة القرن في روسيا 2018
في مطلع شباط 2018 ضربت عاصفة ثلجية غير مسبوقة العاصمة الروسية موسكو فوصلت سماكة الثلوج إلى مستوى لم يسبق له مثيل منذ بدء الأرصاد الجوية تسجيلاتها.
وخلفت العاصفة التي تسببت بإغلاق المدارس- وهو أمر نادر الحدوث لأن الروس معتادون على الثلوج- إلى وفاة العديد من الأشخاص بعد أن وصلت سماكة الثلوج إلى نحو متر والحرارة إلى 13 تحت الصفر وفقاً لما ذكره موقع Los Angelss Times.
كما قامت أجهزة الطوارئ بإخراج أكثر من 120 سيارة احتجزت بسبب الثلوج على طرقات منطقة موسكو، في حين أعاق سقوط الأشجار حركة عدد من عربات الترمواي.
كما تم استدعاء الجيش لمساعدة حوالي 3000 من أفراد طاقم المدينة في إزالة الجليد، ونحو 70 ألف موظف في بلدية موسكو من أجل إعادة الكهرباء للمدينة والمساعدة في فتح الطرقات.
عاصفة الأردن في 1992
في أمر نادر الحدوث تساقطت الثلوج على المملكة الأردنية عدة مرات خلال شتاء واحد وهو شتاء 1991-1992، إذ تساقطت لأول مرة في كانون الأول 1991، وتساقطت مجدداً في كانون الثاني 1992، و4 مرات خلال شباط من العام ذاته.
وكانت العاصفة الثلجية الأخيرة التي هبّت على البلاد هي الأسوأ والأخطر وفقاً لما ذكره موقع طقس العرب، إذ كانت العاصفة سيبيرية المنشأ وتسببت بتساقط الثلج لمدة يومين متواصلين فتراكمت الثلوج في جميع مناطق الأردن ووصلت سماكة الثلوج إلى 120 سم في العاصمة عمّان بينما سجلت درجة الحرارة 15 تحت الصفر وفقاً لما ذكره موقع طقس العرب.
وتسببت العاصفة بتجمد المياه في الأنابيب وانقطاعها عن المنازل، وأيضاً نفوق عدد كبير من رؤوس الماشية ونقص كبير في المواد الغذائية سيما الخبز، كما تسببت أيضاً بقطع الطرق بين المحافظات.
عاصفة أليكسا في بلاد الشام 2013
في 12 كانون الأول 2013 اجتاحت عاصفة ثلجية قادمة من سيبيريا دول بلاد الشام سُمّيت بالعاصفة “أليكسا”.
ففي الأردن تسببت العاصفة الثلجية بشلّ كامل حركة الحياة في البلاد، فتوقفت المدارس والدوائر الحكومية لعدّة أيام، ووصلت سماكة الثلوج في بعض مناطق العاصمة عمّان إلى 60 سم وإلى نحو متر في محافظات أخرى.
وتعبر أليكسا أقوى عاصفة ثلجية شهدها الأردن منذ بدء توثيق السجلات المناخية في البلاد.
أمّا في سوريا فقد كانت نتائج العاصفة الثلجية أسوأ بكثير من الأردن خاصة أنّ سكانها كانوا يعيشون حالة حرب، وقد وصلت سماكة الثلوج في معظم المدن السورية إلى نحو 30 سم.
وفي فلسطين فقد تراكمت الثلوج في غالبية المناطق سيما الضفة الغربية والخليل ورام الله ونابلس وتسببت بإغلاق الكثير من الطرق الرئيسية وبقاء الكثير من الناس عالقين في سياراتهم.
الناطور